📁 آخر المقالات

الاستحمام بالماء الساخن أثناء نزلات البرد: الفوائد والمخاطر

الاستحمام بالماء الساخن أثناء نزلات البرد

نزلات البرد تعتبر من الأمراض الشائعة التي قد يعاني منها الكثيرون، خاصة في فصل الشتاء. يطرح العديد من الأشخاص سؤالاً حول فوائد الاستحمام بالماء الساخن أثناء نزلة البرد، حيث يعتقد البعض أن الماء الساخن يساعد على التخفيف من الأعراض مثل الاحتقان والتعب، بينما يتخوف آخرون من أن يزيد من الأعراض.

الاستحمام بالماء الساخن أثناء نزلات البرد
الاستحمام بالماء الساخن أثناء نزلات البرد: الفوائد والمخاطر

في هذا المقال، سنتعرف على فوائد الاستحمام بالماء الساخن أثناء الإصابة بنزلات البرد، ونتناول المخاطر المحتملة، بالإضافة إلى النصائح لكيفية الاستحمام بأمان لتجنب أي مضاعفات.

فوائد الاستحمام بالماء الساخن أثناء نزلات البرد

1. تخفيف الاحتقان وفتح الممرات التنفسية

يُعتبر البخار الناتج عن الماء الساخن من أفضل الوسائل الطبيعية لفتح المجاري التنفسية. يعمل البخار على ترطيب الممرات الهوائية، مما يساعد على تخفيف الاحتقان وتسهيل عملية التنفس. وفقًا لـ American Lung Association، فإن التعرّض للبخار يساعد على تهدئة الأغشية المخاطية ويخفف من التهيج، مما يجعل الاستحمام بالماء الساخن مفيدًا بشكل خاص لمن يعانون من انسداد الأنف أو التهابات الجيوب الأنفية.

2. تخفيف آلام العضلات

نزلات البرد غالبًا ما تصاحبها آلام في العضلات والشعور بالإجهاد العام. يساعد الماء الساخن على استرخاء العضلات وتخفيف التوتر، مما يقلل من الشعور بالآلام التي تصاحب نزلات البرد. Journal of Physiology أشار إلى أن الاسترخاء الناتج عن الحرارة يعمل على تحسين تدفق الدم إلى العضلات، مما يساعد في تخفيف الألم بشكل طبيعي.

3. المساعدة على تحسين نوعية النوم

يساعد الاستحمام بالماء الساخن قبل النوم على تحفيز الجسم للدخول في حالة استرخاء، مما يعزز من جودة النوم ويقلل من الأرق، وهو أمر شائع أثناء الإصابة بنزلات البرد. هناك دراسة في Sleep Medicine Reviews بينت أن الاستحمام بالماء الساخن يساعد على خفض مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر)، وبالتالي يشجع الجسم على النوم العميق.

4. تحسين المزاج وتقليل التوتر

الشعور بالمرض يمكن أن يؤثر على الحالة النفسية، وقد يتسبب في شعور البعض بالضيق أو القلق. يسهم الماء الساخن في تحسين المزاج من خلال تعزيز إفراز الإندورفينات التي تساعد على تحسين الحالة المزاجية وتقليل الشعور بالتوتر والقلق، وهذا ما أكدته دراسة من Journal of Clinical Psychology.

كيفية الاستفادة من الاستحمام بالماء الساخن أثناء نزلات البرد

إليك بعض النصائح التي تساعدك على الاستفادة من الاستحمام بالماء الساخن خلال فترة نزلة البرد:

  1. ضبط درجة الحرارة. يجب أن يكون الماء دافئًا وليس ساخنًا جدًا. استخدام الماء الساخن جدًا قد يزيد من الإجهاد على الجسم، لذا يُفضل ضبط درجة الحرارة بحيث تكون مريحة ودافئة.
  2. مدة الاستحمام. يُنصح بأن تتراوح مدة الاستحمام من 10 إلى 15 دقيقة فقط، حيث أن الاستحمام لفترات طويلة قد يؤدي إلى إجهاد الجسم وزيادة الجفاف.
  3. استخدام الزيوت العطرية. إضافة قطرات من الزيوت العطرية، مثل زيت الأوكالبتوس أو زيت النعناع، إلى الماء قد يساعد في تعزيز تأثير البخار على الممرات التنفسية وفتحها بشكل أفضل.
  4. تجنب الاستحمام مباشرة بعد الأكل. من الأفضل تجنب الاستحمام بعد تناول الطعام مباشرة، لأن ذلك قد يزيد من الجهد على الجهاز الهضمي ويسبب الشعور بالإرهاق.
  5. شرب الماء. يجب شرب كمية كافية من الماء بعد الاستحمام لتعويض الجسم عن السوائل التي تم فقدانها عن طريق التعرق، خاصة وأن نزلات البرد تجعل الجسم أكثر عرضة للجفاف.

المخاطر المحتملة للاستحمام بالماء الساخن أثناء نزلات البرد

على الرغم من الفوائد العديدة، يجب أن يأخذ البعض في الاعتبار بعض المخاطر التي قد تنجم عن الاستحمام بالماء الساخن أثناء نزلات البرد:

1. زيادة احتمالية الجفاف

يمكن للماء الساخن أن يسبب جفاف البشرة وزيادة فقدان السوائل من الجسم، وهو أمر قد يكون غير مرغوب فيه أثناء فترة المرض، حيث يحتاج الجسم إلى رطوبة إضافية لمكافحة العدوى. Dermatology Journal أشارت إلى أن التعرض المفرط للماء الساخن قد يؤدي إلى جفاف الجلد وتهيجه، مما يوجب ترطيب البشرة بعد الاستحمام.

2. الشعور بالإرهاق والدوار

قد يشعر البعض بالإرهاق أو الدوار بعد الاستحمام بالماء الساخن، خاصة إذا كان الاستحمام لفترة طويلة أو بدرجة حرارة مرتفعة. يؤدي الاستحمام لفترة طويلة إلى انخفاض ضغط الدم بشكل مؤقت، مما قد يزيد من الشعور بالدوار، ويُنصح بأخذ قسط من الراحة بعد الاستحمام.

3. زيادة الحمى في بعض الحالات

في حالة الإصابة بحمى شديدة، قد يؤدي الاستحمام بالماء الساخن إلى رفع درجة حرارة الجسم بدلاً من تخفيضها، مما قد يكون له تأثير سلبي. إذا كنت تعاني من حمى شديدة، يُفضل استشارة الطبيب حول الاستحمام بالماء الساخن لتجنب تفاقم الأعراض.

الحالات التي يُنصح فيها بتجنب الاستحمام بالماء الساخن

في بعض الحالات، قد يكون من الأفضل تجنب الاستحمام بالماء الساخن:

  • في حالة الحمى الشديدة: كما أشرنا، الحمى الشديدة قد تزيد من خطر ارتفاع درجة حرارة الجسم عند الاستحمام بالماء الساخن.
  • الأطفال الصغار: قد لا يكون الاستحمام بالماء الساخن مناسبًا للأطفال أثناء نزلات البرد، حيث قد يكون جسمهم أكثر حساسية لتغيرات درجة الحرارة.
  • الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب: الأشخاص الذين لديهم مشاكل قلبية قد يتعرضون لإجهاد زائد عند الاستحمام بالماء الساخن، مما قد يؤثر سلبًا على حالتهم الصحية.

دراسات حول تأثير الاستحمام بالماء الساخن أثناء نزلات البرد

دراسة حول فوائد البخار على الجهاز التنفسي

أجرت American Lung Association دراسة أكدت فيها أن البخار الناتج عن الاستحمام بالماء الساخن يمكن أن يكون مفيدًا للجهاز التنفسي. وجدت الدراسة أن التعرّض للبخار لمدة 10 دقائق يساعد في تخفيف الاحتقان وتخفيف الأعراض التنفسية لدى الأشخاص الذين يعانون من نزلات البرد.

تأثير الماء الساخن على الدورة الدموية أثناء المرض

وفقًا لدراسة نُشرت في Journal of Cardiology Research، فإن الاستحمام بالماء الدافئ يعزز تدفق الدم إلى الجلد والأطراف، مما قد يساعد في تحسين الدورة الدموية وتقليل آلام العضلات التي تصاحب نزلات البرد. ولكن، أوضحت الدراسة أيضًا أن الماء الساخن جدًا قد يكون غير مناسب لمن يعانون من أمراض القلب.

دراسة حول تأثير الاستحمام على النوم أثناء نزلات البرد

نشرت National Sleep Foundation دراسة تفيد بأن الأشخاص الذين يأخذون حمامًا دافئًا قبل النوم يعانون من نوم أفضل أثناء نزلات البرد. حيث أشارت الدراسة إلى أن الاستحمام يعزز من القدرة على الاسترخاء ويساعد الجسم على التهدئة، مما يجعل النوم أسرع وأكثر استقرارًا.

الاستحمام بالماء الساخن يمكن أن يكون طريقة فعالة للتخفيف من أعراض نزلات البرد، حيث يساعد في فتح الممرات التنفسية، تخفيف آلام العضلات، وتعزيز الاسترخاء والنوم. ولكن، من المهم مراعاة بعض النصائح الأساسية مثل تجنب الماء شديد السخونة، وتحديد مدة الاستحمام، وضبط درجة الحرارة لتجنب الآثار الجانبية مثل الجفاف أو الإرهاق. في حالات الحمى الشديدة أو لمن يعانون من مشاكل صحية معينة، يُنصح بالتواصل مع الطبيب للحصول على الإرشادات المناسبة حول الاستحمام بالماء الساخن أثناء فترة المرض.

تعليقات