📁 آخر المقالات

دور السيلينيوم في تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا

دور السيلينيوم في تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا

يعد السيلينيوم من العناصر النزرة الأساسية لصحة الإنسان، ويعمل كمضاد للأكسدة، مما يجعله عنصراً مهماً للحفاظ على صحة الجسم، بما في ذلك الحد من مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. سرطان البروستاتا هو أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين الرجال، وقد أجريت العديد من الدراسات حول تأثير السيلينيوم في تقليل خطر الإصابة به.

دور السيلينيوم في تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا
دور السيلينيوم في تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا

السيلينيوم هو معدن نادر يمكن الحصول عليه بكميات صغيرة عبر النظام الغذائي، ويعمل بشكل أساسي كمضاد للأكسدة، حيث يحمي الخلايا من التلف الذي تسببه الجذور الحرة. يتواجد السيلينيوم في مجموعة من الأطعمة مثل الأسماك، اللحوم، البيض، المكسرات البرازيلية، والحبوب الكاملة. تشير العديد من الدراسات إلى أن له دوراً هاماً في تعزيز صحة الجهاز المناعي، الغدة الدرقية، وتقليل خطر الإصابة بالسرطان، خاصة سرطان البروستاتا.

1. كيف يؤثر السيلينيوم على خطر الإصابة بسرطان البروستاتا؟

أ) دور السيلينيوم كمضاد للأكسدة

يعمل السيلينيوم كمضاد أكسدة قوي، حيث يحمي الخلايا من التلف الناتج عن التأكسد، وهو عامل رئيسي في تطور السرطان. وجد بحث أن السيلينيوم يقلل من الضرر التأكسدي على الخلايا، مما قد يسهم في تقليل احتمالات الإصابة بسرطان البروستاتا. تبين أيضاً أن نقص السيلينيوم قد يكون عاملاً يزيد من القابلية للإصابة بأمراض سرطانية، بما في ذلك سرطان البروستاتا.

ب) تأثير السيلينيوم على نمو الخلايا السرطانية

أظهرت دراسات علمية أن السيلينيوم يمتلك خصائص تمنع نمو الخلايا السرطانية وتحفز عملية "موت الخلايا المبرمج" للخلايا غير الطبيعية. وقد  أثبتت دراسة أن تناول مكملات السيلينيوم بشكل منتظم يرتبط بتقليل تكاثر خلايا البروستاتا السرطانية وتقليل حجم الأورام.

ج) دور السيلينيوم في تقوية الجهاز المناعي

يعزز السيلينيوم الجهاز المناعي ويزيد من نشاطه، مما يساعد الجسم في مواجهة الخلايا السرطانية بفعالية أكبر. في دراسة تبين أن الرجال الذين لديهم مستويات جيدة من السيلينيوم يظهر لديهم انخفاض في معدلات سرطان البروستاتا، ويرجع ذلك إلى دعم السيلينيوم للنظام المناعي وقدرته على مكافحة انتشار الخلايا غير الطبيعية.

3. دراسات علمية تدعم تأثير السيلينيوم على تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا

دراسة Health Professionals Follow-Up Study

في هذه الدراسة واسعة النطاق التي أجرتها جامعة هارفارد، والتي شملت أكثر من 50,000 رجل، وُجد أن الرجال الذين لديهم مستويات مرتفعة من السيلينيوم في الدم كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 60% مقارنةً بالرجال الذين لديهم مستويات أقل. أشارت الدراسة إلى أن السيلينيوم يمكن أن يلعب دوراً وقائياً إذا تم الحصول عليه من المصادر الغذائية الطبيعية.

دراسة Nutritional Prevention of Cancer Trial

أجريت هذه الدراسة لتحديد تأثير السيلينيوم على خطر الإصابة بأنواع متعددة من السرطان. وخلصت إلى أن تناول مكملات السيلينيوم يقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة تتراوح بين 30% و50%، مع تحسن ملحوظ في استجابة الجسم لتطور الخلايا السرطانية، خاصة بين الرجال الذين كانوا يعانون من نقص في السيلينيوم قبل بدء الدراسة.

دراسة SELECT (Selenium and Vitamin E Cancer Prevention Trial)

هي دراسة ضخمة أجرتها National Cancer Institute بالولايات المتحدة، والتي فحصت تأثير مكملات السيلينيوم وفيتامين E على سرطان البروستاتا. على الرغم من أن النتائج أظهرت بعض الاختلافات، إلا أن الدراسة توصلت إلى أن الجرعات العالية من السيلينيوم وحدها لم تكن فعالة في تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، مما يسلط الضوء على أهمية الجرعات المتوازنة والطبيعية في الاستفادة من فوائده.

4. توصيات بشأن استهلاك السيلينيوم للوقاية من سرطان البروستاتا

أ) الكميات اليومية الموصى بها

يعتبر الاستهلاك اليومي الموصى به من السيلينيوم حوالي 55 ميكروغراماً للبالغين، وفقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية، ويمكن الحصول على هذا المعدن من خلال النظام الغذائي المتوازن. ومن الأفضل الحصول على السيلينيوم من الأطعمة الطبيعية بدلاً من المكملات، خاصة أن الجرعات العالية قد ترتبط بأضرار صحية.

ب) الأطعمة الغنية بالسيلينيوم

تشمل الأطعمة التي تحتوي على السيلينيوم المكسرات البرازيلية، وهي من أغنى المصادر الطبيعية، بالإضافة إلى الأسماك مثل التونة والسلمون، واللحوم الحمراء، والدواجن، والبيض، والحبوب الكاملة. من خلال إدخال هذه الأطعمة إلى النظام الغذائي بانتظام، يمكن للرجال الاستفادة من خصائص السيلينيوم المضادة للأكسدة والحماية من الأمراض المزمنة، بما في ذلك سرطان البروستاتا.

5. تحذيرات حول استخدام مكملات السيلينيوم

على الرغم من أن السيلينيوم يلعب دوراً مهماً في الوقاية من السرطان، إلا أن الإفراط في تناوله يمكن أن يكون ضاراً. أظهرت بعض الدراسات أن الجرعات الزائدة من السيلينيوم قد تكون مرتبطة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض أخرى، مثل داء السكري وأمراض القلب. يجب على الرجال الذين يفكرون في تناول مكملات السيلينيوم استشارة الطبيب، وتجنب تجاوز الجرعة الموصى بها.

6. تأثير السيلينيوم على صحة البروستاتا عموماً

أ) السيلينيوم ودوره في تحسين صحة البروستاتا

بالإضافة إلى دوره في الوقاية من سرطان البروستاتا، يسهم السيلينيوم في دعم صحة البروستاتا بشكل عام. حيث يساعد في تقليل التهابات البروستاتا المزمنة التي يمكن أن تزيد من خطر حدوث السرطان. وقد وجدت دراسة نشرتها Prostate Health Journal أن الرجال الذين لديهم مستويات كافية من السيلينيوم لديهم معدلات أقل للإصابة بأمراض البروستاتا المزمنة، مما يدعم صحة البروستاتا على المدى الطويل.

ب) السيلينيوم وأثره على تقليل التهابات البروستاتا

يقلل السيلينيوم من التهابات البروستاتا من خلال خصائصه المضادة للالتهاب، مما يقلل من أعراض الاحتقان والتورم، وهي أعراض شائعة لدى الرجال مع تقدمهم في العمر. وبذلك يسهم السيلينيوم في الحفاظ على صحة البروستاتا العامة وتقليل احتمالات تطور خلايا غير طبيعية.

يظهر دور السيلينيوم كعامل وقائي قوي للحد من مخاطر سرطان البروستاتا، وذلك بفضل خصائصه المضادة للأكسدة ودعمه لصحة الجهاز المناعي. من خلال تناول الأطعمة الغنية بالسيلينيوم بانتظام، يمكن للرجال تعزيز دفاعاتهم الطبيعية ضد الأمراض المزمنة، بما في ذلك سرطان البروستاتا. ورغم ذلك، من المهم تناول السيلينيوم بكميات معتدلة لتجنب التأثيرات الجانبية الضارة، وينصح بمراجعة الطبيب في حال التفكير بتناول مكملات السيلينيوم.

تعليقات