📁 آخر المقالات

مرض النكاف: الأسباب، الأعراض، الوقاية والعلاج

النكاف هو مرض فيروسي معدٍ يصيب الغدد اللعابية، خاصةً الغدد النكفية التي تقع بالقرب من الأذنين. يُعد هذا المرض شائعًا بين الأطفال قبل أن تصبح التطعيمات جزءًا من الرعاية الصحية الروتينية. بالرغم من أن التطعيمات قللت بشكل كبير من انتشار النكاف، إلا أن هناك بعض حالات التفشي في بعض المناطق التي تكون فيها معدلات التطعيم منخفضة.

مرض النكاف

في هذا المقال، سنتناول تفاصيل شاملة عن مرض النكاف، بما في ذلك الأسباب، الأعراض، طرق الوقاية، وأهمية التطعيم، بالإضافة إلى خيارات العلاج المتاحة.

ما هو مرض النكاف؟

النكاف هو عدوى فيروسية ناجمة عن فيروس النكاف، والذي ينتمي إلى عائلة Paramyxoviridae. يصيب هذا الفيروس الغدد اللعابية، وغالبًا ما يسبب تضخمًا في الغدد النكفية، مما يؤدي إلى تورم الوجه. يعتبر النكاف مرضًا معديًا ينتقل عن طريق الرذاذ التنفسي الناتج عن العطس أو السعال، أو عن طريق الاتصال المباشر بالشخص المصاب أو بأدوات ملوثة.

أسباب النكاف

ينتج النكاف عن فيروس النكاف، الذي ينتقل من شخص لآخر عبر الرذاذ الذي يخرج مع العطس أو السعال أو عبر التلامس المباشر مع سوائل الجسم لشخص مصاب. الشخص المصاب بالفيروس يمكنه نقل العدوى إلى الآخرين حتى قبل ظهور الأعراض بفترة تتراوح بين يومين إلى أربعة أيام، ويظل معديًا لمدة تصل إلى خمسة أيام بعد بدء الأعراض.

عوامل الخطر تشمل:

1. عدم تلقي التطعيم. الأشخاص الذين لم يتلقوا تطعيم النكاف أو الجرعة الثانية من اللقاح هم أكثر عرضة للإصابة.

2. التواجد في أماكن مزدحمة. مثل المدارس أو الحفلات أو المرافق العامة، حيث يزداد احتمال انتقال الفيروس.

3. التعرض لأشخاص مصابين. الاحتكاك المباشر بشخص مصاب يزيد من خطر العدوى.

أعراض النكاف

عادةً ما تظهر أعراض النكاف بعد 16 إلى 18 يومًا من الإصابة بالفيروس، وتتنوع الأعراض بين الخفيفة والشديدة. الأعراض الكلاسيكية تتضمن:

  • تورم الغدد اللعابية. يحدث تورم في الغدد اللعابية وخاصة الغدد النكفية الواقعة على جانبي الوجه، مما يسبب ألمًا عند المضغ أو البلع.
  • الحمى. قد يعاني المصاب من ارتفاع في درجة الحرارة.
  • الصداع. يظهر عادة كأحد الأعراض المصاحبة للنكاف.
  • آلام العضلات. الشعور بألم في الجسم والعضلات.
  • التعب العام. يشعر المريض بالإرهاق العام وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية.
  • فقدان الشهية. يمكن أن يؤدي النكاف إلى فقدان الشهية بسبب الألم والحمى.
  • جفاف الفم. نتيجة لالتهاب الغدد اللعابية.

بعض المرضى قد لا يظهرون أي أعراض، لكنهم يكونون ناقلين للعدوى.

مضاعفات النكاف

على الرغم من أن النكاف يُعتبر في الغالب مرضًا خفيفًا، إلا أن هناك بعض المضاعفات التي قد تحدث، خاصة عند البالغين غير المحصنين. تشمل هذه المضاعفات:

1. التهاب الخصيتين (Orchitis): يمكن أن يؤدي النكاف إلى التهاب مؤلم في الخصيتين عند الذكور بعد سن البلوغ، وقد يؤثر ذلك على الخصوبة في حالات نادرة.

2. التهاب المبيضين (Oophoritis): وهو التهاب في المبايض يمكن أن يحدث عند الإناث.

3. التهاب السحايا الفيروسي: وهو التهاب في الأغشية التي تغطي الدماغ والنخاع الشوكي.

4. التهاب البنكرياس: يمكن أن يسبب النكاف التهابًا في البنكرياس، مما يؤدي إلى ألم في البطن وغثيان.

5. فقدان السمع: في حالات نادرة، قد يؤدي النكاف إلى فقدان السمع الدائم.

تشخيص النكاف

يعتمد التشخيص في البداية على الأعراض السريرية المميزة للنكاف، مثل تورم الغدد اللعابية والحمى. لكن في بعض الأحيان قد يكون من الصعب التمييز بين النكاف وأمراض أخرى تسبب تضخم الغدد اللعابية. لذا، قد يلجأ الطبيب إلى اختبارات الدم لتأكيد التشخيص من خلال الكشف عن الأجسام المضادة لفيروس النكاف أو عن وجود الفيروس نفسه.

الوقاية من النكاف

الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من النكاف هي عبر التطعيم. يُعطى لقاح النكاف كجزء من اللقاح الثلاثي الفيروسي (MMR)، الذي يحمي من الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية. يُعطى اللقاح على جرعتين:

1. الجرعة الأولى: في عمر 12 إلى 15 شهرًا.

2. الجرعة الثانية: في عمر 4 إلى 6 سنوات.

يوفر اللقاح حماية فعالة تصل إلى 88% بعد تلقي الجرعتين. بالنسبة للأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح في الطفولة، يُوصى بتلقي اللقاح في أي وقت لاحق لضمان الحماية من المرض.

نصائح إضافية للوقاية:

  • يجب الابتعاد عن الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض النكاف.
  • غسل اليدين بانتظام واستخدام المناديل عند السعال أو العطس.
  • تجنب الأماكن المزدحمة خاصة خلال فترات تفشي المرض.

علاج النكاف

لا يوجد علاج محدد للنكاف، إذ يعتمد العلاج على تخفيف الأعراض والعناية الذاتية. تشمل الإجراءات التي يمكن اتخاذها:

  1. الراحة التامة تساعد الجسم على مكافحة الفيروس.
  2. يساعد تناول السوائل بكثرة على منع الجفاف.
  3. استخدام خافضات الحرارة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الحمى والألم.
  4. وضع كمادات باردة على المناطق المتورمة يمكن أن يساعد في تقليل الألم والتورم.
  5. تجنب الأطعمة التي تسبب تحفيز الغدد اللعابية، مثل العصائر الحمضية، لتقليل الألم.

في حال حدوث مضاعفات مثل التهاب الخصيتين أو التهاب السحايا، قد يستلزم العلاج تدخلًا طبيًا مكثفًا.

النكاف واللقاحات

التطعيم ضد النكاف هو العامل الأساسي في السيطرة على انتشار المرض. بفضل برامج التطعيم الواسعة، انخفض عدد حالات النكاف بشكل كبير في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، لا يزال هناك بعض التفشي للمرض في المجتمعات التي تقل فيها معدلات التطعيم، سواء لأسباب ثقافية أو لعدم توفر اللقاحات.

يعتبر النكاف مرضًا قابلًا للوقاية بشكل كبير، ولكن في حالات نقص التغطية بالتطعيم، يمكن أن يحدث تفشي للمرض. في البلدان التي تم فيها تحقيق نسب تطعيم عالية، تم تقليل حالات النكاف بشكل كبير، ولكن بعض الفئات غير المطعمة لا تزال عرضة للإصابة.

النكاف حول العالم

على الرغم من أن النكاف قد تم تقليص انتشاره في العديد من الدول بفضل التطعيمات، إلا أنه لا يزال يمثل تحديًا في بعض المناطق. تتأثر بعض المجتمعات التي ترفض التطعيم أو التي لا تتوفر فيها لقاحات بشكل منتظم. قد تتسبب التجمعات الكبيرة والمناطق المكتظة بالسكان في زيادة انتشار الفيروس بسرعة، مما يزيد من احتمالية تفشي المرض.

تعمل منظمة الصحة العالمية (WHO) والمنظمات الصحية الأخرى على تعزيز حملات التطعيم والوعي بأهمية الوقاية من النكاف، خاصة في المناطق التي تشهد تفشيًا للمرض.

النكاف هو مرض فيروسي يمكن الوقاية منه بسهولة عن طريق التطعيم. على الرغم من انخفاض معدلات الإصابة بالمرض في العديد من الدول، إلا أنه لا يزال يشكل خطرًا في المناطق التي لا يتم فيها التطعيم بشكل كافٍ. يعتبر التطعيم ضد النكاف أفضل وسيلة لحماية الأفراد والمجتمعات من تفشي هذا المرض والوقاية من مضاعفاته الخطيرة.

بفضل اللقاحات والتدابير الوقائية، يمكننا الحد من انتشار النكاف وضمان حياة صحية للأطفال والكبار على حد سواء.

المصادر

  • Mayo Clinic - Mumps  
  • Centers for Disease Control and Prevention (CDC) - Mumps

تعليقات